آلاف المتظاهرين في سويسرا للمطالبة بحماية فعالة للمناخ
آلاف المتظاهرين في سويسرا للمطالبة بحماية فعالة للمناخ
تظاهر آلاف الأشخاص، السبت، في شوارع العاصمة السويسرية برن، للمطالبة بحماية فعالة للمناخ وبمزيد من "العدالة المناخية"، في تحرّك نظّم قبل أقل من شهر من الانتخابات البرلمانية.
وأشار منظّمو التظاهرة المنضوون في "تحالف المناخ السويسري" إلى أن "الغضب من التقاعس على صعيد السياسة المناخية والعواقب المدمرة والفتاكة لأزمة المناخ، حشَد مجموعات من كل الأعمار والآفاق"، بحسب فرانس برس.
ويطالب المتظاهرون بوضع حد لتدمير البيئة واحترام الأهداف المناخية لاتفاق باريس.
ورفعت لافتات كتب عليها "لا كوكب، لا صحة" و"العدالة المناخية الآن!"، و"أوقفوا الجنون".
بحسب المنظمين، بلغ عدد المتظاهرين 60 ألفا، لكن الشرطة لم تعط أي تقديرات للعدد.
بعدما نظّموا مسيرة في شوارع برن، ملأ المتظاهرون الساحة الكبيرة المقابلة للقصر الاتحادي حيث مقر الحكومة والبرلمان.
وندّد المنظّمون خصوصا بمراجعة قانون ثاني أكسيد الكربون الذي اقترحته الحكومة، والذي قالوا إن أعضاء مجلس الشيوخ جعلوه "مخفّفا" هذا الأسبوع.
ولم يصوت النواب بعد على مشروع القانون الذي ينص على أن تخفّض سويسرا نحو ثلثي الانبعاثات داخليا والثلث المتبقي خارجيا.
وقال المسؤول الإعلامي في "تحالف المناخ السويسري" سيمون بيرتو في بيان إن "أقل من نصف التخفيض الذي لم يتحقق بعد في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري يجب أن يحدث في سويسرا. غالبية التخفيضات يمكن تحقيقها من طريق شراء شهادات (أو حقوق تلويث) في الخارج.. وهذه طريقة جديدة لسويسرا لتجنب بذل الجهد الذاتي.. إنها فضيحة".
وتأتي هذه التظاهرة قبل أقل من شهر من الانتخابات البرلمانية المقرّرة في 22 أكتوبر.
ولا يزال المناخ أحد بواعث القلق الرئيسية للسويسريين، لكن القضية تحتل مكانة أقل محورية مقارنة بما كانت عليه في الانتخابات السابقة قبل أربع سنوات.
وأظهر استطلاع للرأي نشره التلفزيون السويسري العام في مطلع سبتمبر تراجع الخضر اليساريين وضعف الخضر الليبراليين.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".